هناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة والأفكار المغلوطة عن الصرع. سنخصص هذا المقال لدحض بعضٍ من هذه الخرافات.
“الصرع مرض عقلي أو نفسي“
الصرع هو مرض عصبي وليس مرضاً عقلياً واضطراباً نفسياً. تسبب الصرع شحنات كهربائية زائدة في الدماغ، ويعتبر رابع أكثر الأمراض العصبية شيوعاً. إن معظم حالات الصرع لا تترافق بأية صعوبات في القدرات العقلية أو الوظائف الذهنية ولا باضطرابات في الحالة النفسية.
“لا يوجد علاج للصرع”
في حوالي ثلثي حالات الصرع، تتم السيطرة على النوبات بشكل كامل باستعمال الأدوية. وفي حال فشل العلاج الدوائي، يمكن إجراء العلاجات الجراحية. في بعض الحالات قد تهدأ النوبات الصرعية وتتوقف بشكل كامل بحيث يتمكّن المريض من إيقاف الأدوية دون عودة النوبات.
“لا يمكن لمريض الصرع أن يعمل أو يكون مستقلاً”
في معظم حالات الصرع ينجح العلاج الدوائي أو الجراحي بالسيطرة على النوبات ومنع حدوثها، ويتمكن المريض من العمل وممارسة حياته بشكل مستقل. في بعض حالات الصرع، تحدث النوبات بشكل متواتر مما يحدّ في بعض الحالات من استقلالية المريض وقدرته على العمل.
“المريض قد يبلع لسانه أثناء النوبة الصرعية”
من أعراض نوبة الصرع الكبيرة (التوترية-الرمعية) إغلاق الفك بقوة مما يمكن أن يؤدي إلى عضّ اللسان، لكن المريض لا يمكن أن يبلع لسانه خلال النوبة. من الأخطاء الشائعة أن يقوم المُسعف بفتح فم المريض عنوة أو إدخال إصبع أو ملعقة في فم المريض، وهذا أمر يجب الامتناع عنه فقد يؤدي إلى أذية خطيرة للمريض أو المُسعف.
“أدوية الصرع شديدة السمّية وكثيرة الأعراض الجانبية”
كل دواء يستعمل في علاج أي مرض ممكن أن يتسبب أحياناً بأعراض جانبية، وهذا ينطبق على الأدوية المضادة للصرع. لكن الحقيقة أن معظم مرضى الصرع يأخذون أدويتهم بانتظام بدون أية أعراض جانبية أو بأعراض جانبية طفيفة فقط. بشكل عام، حدثت تطورات كبيرة في مجال العلاج الدوائي، والأدوية التي تم تطويرها في العقود الثلاثة الأخيرة أفضل من الأدوية الأقدم منها بالنسبة للأعراض الجانبية.
“الصرع مرض يبدأ منذ الولادة أو في الطفولة”
يمكن أن يبدأ الصرع في أي عمر. كثير من حالات الصرع تبدأ في الطفولة فعلاً ولكن الصرع قد يبدأ أيضاً في سن المراهقة ولدى البالغين والمسنّين.
“لا يمكن لمريض الصرع قيادة السيارة على الإطلاق”
عند حدوث نوبة صرعية، يجب على المريض الامتناع عن قيادة السيارة حتى تتم السيطرة على النوبات بشكل كامل. وعندما يتحقّق ذلك، سواءً بالأدوية أو بالعلاج الجراحي، يمكن استئناف قيادة السيارة بعد فترة مراقبة تختلف حسب القانون من بلد إلى آخر.
“الصرع مرض معدٍ”
هذا ببساطة غير صحيح علمياً. لا يمكن أن ينتقل الصرع من شخص إلى آخر بالعدوى.
“يجب منع كل مرضى الصرع من استعمال ألعاب الفيديو أو التعرّض للأضواء الساطعة”
في حالات نادرة، يترافق الصرع بما يسمى الحساسية الضوئية، وفي هذه الحالات يمكن أن يتسبب الوميض الضوئي السريع بحدوث النوبات الصرعية. لكن معظم مرضى الصرع لا يعانون من الحساسية الضوئية ولا ضير عليهم في استعمال ألعاب الفيديو أو التعرّض للأضواء.