أسباب الصرع

هناك قائمة طويلة للأسباب الممكنة للصرع، وهذه الأسباب تختلف من مريض إلى آخر. في كثير من الأحيان يمكن معرفة سبب الصرع بناءً على التاريخ المرضي والأعراض، أو بناءً على الفحوص التشخيصية مثل تخطيط الدماغ الكهربائي وتصوير الدماغ. ولكن في كثير من الأحيان الأخرى لا يمكن معرفة السبب بدقة.

فيما يلي بعض من الأسباب الشائعة والنادرة للصرع:

  • خلل خَلقي في بنية الدماغ: والمقصود بمصطلح “خَلقي” أنه موجود منذ الولادة. وقد يكون سبب هذا الخلل وراثياً في بعض الأحيان. من الأمثلة على ذلك:
    • عسر التنسّج القشري cortical dysplasia وفيه يحدث خلل في تطور الطبقة السطحية من الدماغ المعروفة بقشرة الدماغ.
    • التوضّع المغاير heterotopia وفيه تكون بعض الخلايا العصبية في غير مكانها الطبيعي في الدماغ.
    • اضطرابات تشكّل التلافيف الدماغية مثل كثرة التلافيف الصغيرة polymicrogyria أو ثخانة التلافيف pachygyria.
    • اضطرابات تشكّل الأوعية الدموية مثل التشوّه الشرياني-الوريدي artero-venous malformation الذي تسببه اتصالات غير طبيعي بين بعض الأوردة والشرايين في الدماغ، والتشوّه الكهفي cavernous angioma وهو تكتّل من الأوعية الدماغية غير الطبيعية.
  • خلل مكتسب في بنية الدماغ: والمقصود بمصطلح “مكتسب” أي أنه لم يكن موجوداً قبل الولادة وحدث لاحقاً في أي مرحلة عمرية. من الأمثلة على ذلك:
    • نقص الأكسجة عند الولادة (الشلل الدماغي)
    • الجلطة الدماغية
    • النزف الدماغي
    • الأورام الدماغية
    • إصابات الدماغ الرضّية
    • داء ألزهايمر
  • أسباب وراثية: وسببها وجود جينات موروثة أو طفرات جينية لدى المريض تؤهب لحدوث التشنجات. قد تؤدي هذه الجينات إلى حدوث الصرع فقط دون أعراض أخرى، وهذا الحال مثلاً في معظم حالات الصرع المعمّم. ولكن أحياناً قد تؤدي الجينات المسببة إلى أعراض عصبية أخرى غير الصرع كتأخر النمو أو القصور الإدراكي أو صعوبة التعلّم، وقد تترافق باضطرابات في أجهزة الجسم الأخرى غير الجهاز العصبي.

  • أسباب استقلابية: “الاستقلاب” هو قيام الجسم بتحويل المكوّنات الغذائية مثل الشحوم والنشويات إلى طاقة تستخدمها أعضاء الجسم المختلفة بما فيها الدماغ. تؤدي الأمراض الاستقلابية إلى حدوث خلل في أحد مراحل عملية الاستقلاب هذه، مما يؤثر على عمل الجهاز العصبي ويؤدي إلى الصرع أو تأخر النمو، وكذلك على عمل أعضاء أخرى مثل الكبد. من الأمثلة على ذلك متلازمة عوز ناقل الغلوكوز glucose transporter deficiency، عوز البيريدوكسين pyridoxine deficiency، أمراض المتقدّرات (الميتوكوندريا) mitochondrial disorders وأمراض الاختزان storage disorders.
  • أسباب خمجية: والتي يسببها إصابة الدماغ بالتهاب فيروسي أو جرثومي أو طفيلي. ومنها التهاب السحايا (الحمّى الشوكية) meningitis، التهاب الدماغ الفيروسي viral encephalitis، الخرّاج الدماغي brain abscess، داء الكيسات المذنّبة neurocysticercosis الذي تسبّبه الديدان الشريطية، الملاريا الدماغية، السلّ الدماغي.
  • أسباب مناعية ذاتية: وهي اضطراب في عمل الجهاز المناعي في الجسم بحيث يقوم الجهاز المناعي بتشكيل أضداد antibodies تهاجم بعض خلايا الجهاز العصبي، وقد يؤدي ذلك إلى نوبات صرعية تتكرر بتواتر عال ٍوأحياناً اضطرابات نفسية واضطرابات في الذاكرة أو الوظائف المعرفية.
  • السبب مجهول: في كثير من الحالات، لا يمكن معرفة سبب الصرع بدقّة. وهذا أمر شائع يحدث في ثلث إلى نصف الحالات تقريباً. قد تكون لدى بعض المرضى عوامل خطورة risk factors تؤهب أحياناً لحدوث الصرع، دون أن يمكن تأكيد السبب المباشر. ولكن بعض المرضى ليست لديهم أية عوامل خطورة ويكون تصوير الدماغ لديهم طبيعياً ولا تكون هناك إشارة إلى سبب وراثي أو اضطراب مناعي. إن عدم معرفة السبب لا يعتبر أمراً سلبياً من الناحية العلاجية ولا يؤثر على نسبة نجاح العلاج الدوائي.

رأيان حول “أسباب الصرع”

  1. مرحبا دكتور أيمن
    فرصة سعيدة أيها الفاضل.

    الأدوية المستعملة :
    – كاربامازيبين إكس آر 600 مغ مرتين يوميا
    – لاموتريجين 200 مغ مرتين يوميا
    – ليفيتيراسيتام 1500 مغ مرتين يوميا
    ……………………..
    هل هذه الأدوية، قد بلغت الحد الأقصى في جرعاتها، أم أن هناك بصيص أمل في أن بعضها قابلة لرفع جرعاتها؟

    أو أن الجراحة أفضل حل؟
    وهل هي آمنة، ونسبة نجاحها عالية.

    أتمنى أقرأ رأيك، ونصيحتك لأخيك، لأن الصرع أتعبني، وكاد أن يقضي على حياتي😔، ولكن الله سلّم.

    العمر 47
    الوزن 93
    الطول 170

    نوع الصرع : صرع الفص الصدغي.
    نوع النوبات: النسمات والنوبات البؤرية دون غياب في الإدراك، أشعر بمن حولي، لا تطول في وقتها، مجرد ثواني، ربما خمس ثواني وتنتهي، وقد يحدث نوبات مثلها مع ضعف في الإدراك، لكن الغالب نسمات، ونوبات بؤرية دون ضعف في الإدراك.
    لقد تم تحديد موقع البؤرة بالفحوصات والتخطيطات والأشعات المغناطيسية والنووية، وكانت في الفص الصدغي الأيسر.
    نحمد الله ونشكره على بلائه.

    حفظك الله ورعاك 🌹🌹

    رد
    • الأخ العزيز، هذه جرعات جيدة بشكل عام. بالنسبة لبعض الأدوية يمكن إجراء تحليل لمستوى الدواء في الدم لمعرفة ما إذا كان قد وصل إلى الجرعة القصوى. عند استمرار النوبات الصرعية على دواءين أو ثلاثة، يصبح احتمال السيطرة الكاملة على النوبات بالأدوية ضعيفاً. ويجب وقتئذ إجراء فحوص مختلفة لتحديد موقع البؤرة الصرعية بدقة ودراسة إمكانية العلاج الجراحي. أما نسبة نجاح الجراحة فتخضع لعوامل متعددة وتختلف حسب نتائج الفحوص المذكورة. وهذا أمر يجب مناقشته بالتفصيل مع طبيبك المختص. تمنياتي بالشفاء التام إن شاء الله.

      رد

أضف تعليق