ما هو الصرع المقاوم للأدوية؟
في أغلب حالات الصرع، تتم السيطرة على النوبات بشكل كامل باستخدام الأدوية. ولكن في ثلث الحالات قد تستمر النوبات رغم استخدام عدة أدوية، ويتم تشخيص الصرع المقاوم للأدوية.
عندما تستمر النوبات رغم استعمال دوائين مختلفين على الأقل، فإن ذلك يشير إلى أن فرص استجابة المريض للمزيد من الأدوية قد تكون ضئيلة. وفقاً للتعريف الطبي، يتم تشخيص الصرع المقاوم للأدوية عندما لا يتمكن دواءان على الأقل من التحكم في النوبات، بشرط أن يكون هذان الدواءان مناسبين لنوع الصرع الذي يعاني منه المريض، وأن يكونا بجرعات كافية.
ما هي الخيارات الأخرى لعلاج الصرع المقاوم للأدوية؟
- جراحة الصرع: تُعد الجراحة واحدة من الخيارات الأكثر فعالية لعلاج الصرع المقاوم للأدوية، خصوصاً عندما يتمكن الأطباء من تحديد موقع بؤرة الصرع في الدماغ بدقة. في هذه الحالة، يتم إجراء عملية جراحية لاستئصال البؤرة المسؤولة عن بدء النوبات. هذه الجراحة قد تؤدي إلى إيقاف النوبات أو تخفيفها بشكل كبير. في بعض الحالات، تكون بؤرة الصرع في منطقة حساسة من الدماغ أو يصعب استئصالها بالكامل دون التأثير على وظائف مهمة مثل الحركة أو الكلام. في هذه الحالات، قد يتم إجراء جراحة لتقليل النشاط الكهربائي المفرط في الدماغ بدلاً من إزالته بالكامل، ومن أمثلتها جراحة قطع الجسم الثفني للفصل بين نصفي المخ.
- أجهزة التحفيز الكهربائي: في الحالات التي لا تكون فيها جراحة الصرع التقليدية ممكنة أو مناسبة، قد يلجأ الأطباء إلى استخدام أجهزة التحفيز الكهربائي التي تعمل على تعديل النشاط الكهربائي في الدماغ. هذه الأجهزة تكون مفيدة في تقليل عدد وشدة النوبات دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير. وهناك نوعان منها:
- تحفيز الدماغ العميق (DBS): يشمل زرع أقطاب كهربائية صغيرة داخل أجزاء معينة من الدماغ. ترسل هذه الأقطاب إشارات كهربائية متواصلة تهدف إلى تعديل النشاط الكهربائي غير الطبيعي الذي يسبب النوبات. تحفيز الدماغ العميق يمكن أن يساعد في تقليل عدد النوبات لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الدوائية.
- تحفيز العصب المبهم (VNS): في هذه الحالة، يتم زرع جهاز صغير تحت الجلد في منطقة الصدر، ويرسل إشارات كهربائية إلى العصب المبهم الذي ينقلها إلى الدماغ. على الرغم من أن التحفيز هنا يكون غير مباشر، إلا أنه أثبت فعاليته في تقليل تكرار النوبات وتحسين السيطرة عليها عند العديد من المرضى.
- العلاج بالحمية: إلى جانب الأدوية والجراحة، هناك نوع آخر من العلاج يُستخدم في بعض الحالات، وهو العلاج بالحمية الغذائية. قد ينصح الأطباء باتباع الحمية الكيتونية، وهي نظام غذائي غني بالدهون وقليل بالكربوهيدرات والبروتين. هذه الحمية تغير الطريقة التي يستخدم بها الجسم مصادر الطاقة، حيث يعتمد الجسم على الدهون بدلاً من السكر لإنتاج الطاقة. يؤدي هذا التغيير في العملية الاستقلابية إلى تخفيف تكرار وشدة النوبات لدى بعض المرضى، وخاصة الأطفال. الحمية الكيتونية ليست حلاً لجميع حالات الصرع المقاوم للأدوية، لكنها قد تكون فعالة جداً لبعض الحالات. يحتاج هذا النوع من العلاج إلى متابعة دقيقة من قبل فريق طبي مختص للتأكد من أن المريض يحصل على التغذية الكافية وأن الحمية لا تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها.
يمكن مراجعة المقالات الخاصة بهذه الخيارات لمزيد من التفاصيل.