مرادفات: seizure disorder, epilepsy
الصرع هو اضطراب عصبي يحدث نتيجة وجود شحنات كهربائية غير طبيعية في الدماغ، مما يؤدي إلى نوبات متكررة قد تختلف أعراضها من شخص لآخر حسب المنطقة المتأثرة في الدماغ. وقد تكون هذه الأعراض بسيطة، كشعور غريب في الجسم مثلاً، أو شديدة على شكل تشنّجات عنيفة مع فقدان الوعي.
يُعتبر الصرع رابع أكثر الأمراض العصبية شيوعاً على مستوى العالم، ويؤثر على حوالي 1% من سكان الأرض. تشير التقديرات إلى أن هناك حوالي 65 مليون شخص يعيشون مع الصرع في مختلف أنحاء العالم. يؤثر الصرع على جميع الفئات العمرية، إذ قد يبدأ في الطفولة أو لدى البالغين وكبار السنّ.
هناك العديد من الأسباب المحتملة للصرع، تتضمن إصابات الدماغ الناجمة عن حوادث السير أو الإصابات الرياضية أو السكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينشأ الصرع بسبب تطور غير طبيعي للدماغ منذ الولادة، أو نتيجة التهابات في الدماغ مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ الفيروسي. وفي بعض الحالات، قد يكون الصرع بسبب عوامل وراثية. في العديد من الحالات لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب واضح للنوبات، ويُشار إلى هذه الحالات على أنها صرع مجهول السبب.
من الناحية الطبية، يُشخّص الصرع عادة في حالتين:
- عند حدوث أكثر من نوبة صرعية غير محرّضة. المقصود بمصطلح “غير محرّضة” أنها لم تكن بسبب اضطراب كيميائي في الجسم أو بسبب أدوية أو مخدرات. إن حدوث نوبة واحدة غير محرّضة لا يعني بالضرورة وجود مرض الصرع، ولكن حدوث نوبتين أو أكثر يشير إلى أن الدماغ يعاني نشاط كهربائي غير طبيعي. لذلك يتم تشخيص الصرع بعد حدوث نوبتين على الأقل، حتى لو كان تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) وتصوير الدماغ طبيعيين.
- يُمكن أيضًا تشخيص الصرع بعد نوبة واحدة فقط، إذا أشارت الفحوصات مثل تخطيط الدماغ الكهربائي أو تصوير الدماغ إلى وجود خطر مرتفع لحدوث نوبات إضافية. إذ قد يظهر التخطيط الكهربائي وجود نمط غير طبيعي من الموجات الدماغية، يشير إلى استعداد الدماغ لتكرار النشاط الكهربائي غير الطبيعي في المستقبل، مما يشير إلى خطورة عالية لتكرار النوبات.
الصرع لا يؤثر فقط على حياة المرضى من حيث النوبات، بل يؤثر أيضاً على نوعية حياتهم اليومية. يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالصرع من القلق المستمر بشأن احتمالية حدوث النوبة في أي وقت، مما يعيقهم عن ممارسة بعض الأنشطة مثل القيادة أو العمل في وظائف تتطلب تركيزاً عالياً.