الصرع عند المسنّين

يمكن أن يبدأ الصرع في أي عمر بما في ذلك عند المسنّين. والصرع في هذه الفئة العمرية تحمل تحدّيات خاصة.

ما هي أسباب الصرع عند المسنّين؟

قد تختلف أسباب الصرع عند المسنّين عن أسباب الصرع عند الفئات العمرية الأصغر. تشمل الأسباب الأكثر شيوعاً:

  • الجلطة الدماغية: تعتبر الجلطة الدماغية أحد أكثر الأسباب شيوعاً للصرع لدى المسنّين. عندما ينقطع أو يتعطّل جريان الدم إلى جزء من الدماغ نتيجة الجلطة، تتضرر الأنسجة العصبية في الدماغ. إن تلف أنسجة الدماغ بعد الجلطة يخلق بيئة مناسبة لحدوث نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ وحدوث النوبات الصرعية.
  • النزف الدماغي: يمكن أن يحدث النزف الدماغي نتيجة ارتفاع شديد في ضغط الدم أو وجود ضعف في الأوعية الدموية الدماغية أو حدوث رضّ على الدماغ. هذا النزيف يؤدي إلى تلف مباشر في أنسجة الدماغ المحيطة ويزيد من احتمال الإصابة بالصرع.
  • الأورام الدماغية: على الرغم من أن الأورام الدماغية قد تكون نادرة، إلا أنها قد تؤدي إلى نوبات صرعية. الأكثر حدوثاً هي الأورام المنتشرة إلى الدماغ من أعضاء أخرى، كما في سرطان الرئة أو الثدي، وقد تكون سبباً للصرع أيضاً.
  • مرض ألزهايمر: مع التقدّم في السنّ، قد تؤدي الأمراض العصبية التنكّسية مثل مرض ألزهايمر إلى زيادة خطر الإصابة بالصرع. تتسبب هذه الأمراض في تلف الخلايا العصبية وتراجع وظائف الدماغ، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبات.

    ما أعراض الصرع عند المسنّين؟

    في معظم الحالات، يكون الصرع الذي يبدأ في السنّ المتقدم من النوع البؤري. تحدث النوبات البؤرية عندما ينشأ النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محدّدة من الدماغ. قد تكون هذه النوبات خفيفة وتقتصر على أعراض غير ملحوظة أو قد تتطور إلى نوبات أكثر شدة.

    يمكن أن تقتصر أعراض النوبات البؤرية عند المسنّين على الشرود الذهني، عدم الاستجابة المؤقتة، أو ضعف الإدراك لفترات قصيرة. لذلك فإن هذه النوبات قد تحدث دون أن يلاحظها المريض أو المحيطون به، نظراً لتداخلها مع الأعراض الأخرى التي قد ترافق أمراض الشيخوخة.

    ما هو علاج الصرع عند المسنّين؟

    علاج الصرع عند المسنّين يتطلب مراعاة عدد من العوامل الخاصة بهذه الفئة العمرية. من أبرز هذه العوامل:

    • الحساسية للآثار الجانبية للأدوية: المسنّون يكونون أكثر عرضة للآثار الجانبية للأدوية المضادة للصرع. يجب تجنب الأدوية التي قد تؤدي إلى النعاس المفرط، أو تلك التي قد تؤثر على المشي والتوازن، حيث أن هذه الآثار الجانبية تزيد من خطر السقوط أو التعرض لإصابات أخرى.
    • تغيرات في الوظائف الاستقلابية: مع التقدم في العمر، تتباطأ عملية الاستقلاب في الجسم. هذا يعني أن الأدوية قد تبقى في الجسم لفترات أطول من المعتاد، مما يزيد من خطر تراكم الجرعات وحدوث آثار جانبية غير مرغوبة. قد يكون قصور الكلى أو الكبد لدى بعض المرضى سبباً في بطء استقلاب الأدوية، لذلك يجب على الأطباء اختيار الجرعات بعناية، وغالباً ما تكون الجرعات الموصوفة للمسنّين أقل من الجرعات المستخدمة للمرضى الأصغر سناً.
    • التداخلات الدوائية: العديد من المسنّين يتناولون أدوية مختلفة لعلاج أمراض مزمنة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، أو أمراض القلب. لذلك، من الضروري أن يتم اختيار أدوية الصرع بحذر لتجنب التداخلات الدوائية التي قد تؤثر على فعالية الأدوية الأخرى أو تسبب آثاراً جانبية خطيرة. من المهم أن يكون الطبيب على دراية كاملة بجميع الأدوية التي يتناولها المريض لتجنّب هذه التداخلات.

    أضف تعليق